لقد قمنا في المدونة بنشر موادّ ميسّرة تشرح فكرة الجغرافيا السياسية، ومنها مادّة “من الذي يتحكّم بالسياسة الدولية؟“. هذه المقالة ستطرق إلى الموضوع من زاوية أخرى، وهو طرق التجارة، وأثرها على السياسة. ولأنّ هذا كان أيضا موضوع فيلم نشرناه سابقا تحت اسم “لماذا احتلّت فلسطين؟” فإن هذه المادّة ستكون مقتضبة، وتكون مقتصرة على شرح العنوان.
Month: مارس 2019
رحلة اليقين مع حَلّة اليقطين
عرفنا اسم د. إياد قنيبي من قبل برنامجه اليوتيوبي المسمّى “رحلة اليقين”، الذي يقدّمه بالشراكة مع “الباحثون المسلمون”. كان ذلك خلال الأزمة السورية، إذ كان صوتا يدعو للتوافق بين داعش وجبهة النصرة، وله أشرطة كثيرة يتخيّل مشاهدها أنّه قياديّ ميدانيّ للإرهابيين في سوريا. حتى إنّه سبق واعتقل وحوكم وحكم بتهم تتعلق كلها بدعم الإرهاب ماديّا ومعنويّا، لكنّنا لسنا قضاة ولا نملك ملفات القضايا لنحاسبه. أمّا دعمه المعنوي وانتماؤه الفكريّ لجماعات السلفية الجهادية فهو أمر ظاهر بمتابعة أشرطته وتوصياته لمن يسميهم “مجاهدين”.
من الاتحادات الطلابيّة إلى استفتاءات وسائل التواصل
ينقسم مراقبو المسيرة التاريخية للتعليم إلى قسمين؛ قسم يتغنّى بنوعية التعليم قديما، وقسم يلعن قسوته. ومن المُلاحظ ميل منحنى التعليم عالميا إلى ما يمكن تسميته “دمقرطة التعليم”، بمعنى جعله أكثر اعتبارا لميل الطلبة، فقد يخطط الطلبة وحداتهم الدراسية، وقد يبنون منهاجهم، بإشراف المعلم المدرَّب. وربّما وقعنا في مغالطة التعميم المتسرّع إذا نظرنا إلى بعض مظاهر تحديث التعليم في الأردن، واستنتجنا أنّ ما يحيط بها من ظروف وممارسات ينتمي إلى المنحنى العالميّ، بمعنى أنّه يشاركه التوجّه، فثمّة خصوصيات كثيرة لمسيرة التعليم في بلادنا، وقد يكون وجود أحد مظاهر التطور في سياق غير سياقه الطبيعيّ دليلا على التخلّف.
حِمية معلوماتية
كثير منا التزم بحمية غذائية مدّة من الزمن، إما بسبب حساسية أو سمنة أو نقص في مادة معينة أو غيرها من الأسباب. لكن ماذا عن تدفق المعلومات من أخبار وأفكار وقصص إلى أذهاننا؟ إذا كانت الحمية الغذائية ضرورية في أوقات محددة لظروف صحية، فهل نستطيع أن نفكر في ظروف يكون لزاما علينا فيها أن نضع حمية لتدفق المعلومات إلى أذهاننا؟ تخيّل معي إنسانا يلتهم كل ما حوله، كيف ستكون صحّته؟ هذه حال عقولنا.