تستخدم كلمة “أميّ” حديثا بمعنى فقدان القدرة على القراءة والكتابة، وقد تعلمنا صغارا في المدارس أن الرسول لم يكن يتقن القراءة والكتابة، وأن عدم قدرته على القراءة والكتابة هو ما يشير له القرآن عندما يسميه أميًّا، وطالما أكد معلمونا على أن الرسول لم يكن يتقن القراءة والكتابة، ولم يكن يتقن الشعر، وربما كان وراء ذلك أنهم يخافون أن نظن أنه تقوّل القرآن وكذبه على الله، فما مدى صحة هذه الدعوى؟ وما مدى قواميتها في ما خلقت من أجله؟
Month: نوفمبر 2016
“فضفضة”|قصيدة نثرًا
منذ مدة لم أواجه بياض الصفحة بدافع البوح، تعرفت على النثر لأنني سئمت من البوح الكامن في الشعر، إذا كان الشعر مجالا لنقل الأحاسيس، فالنثر كان لي مجال التفكر، كتبت متفكرا، حتى كدت أفقد قدرتي على البوح، على الأقل شعرا، ولأن الشعر حالة فوق شعورية، فأنا الآن أختار أن أواجه مشاعري لأول مرة ناثرا، بنفس شاعر لا ينتظر مسافة آمنة بين الانفعال والتفاعل.
ضربات في منجم الحق
“الحقّ شذراتٌ في الباطل”، ضمن هذا الفرَض وبالمرور على التاريخ العربي بعين علمية تطلب الحق لا الغلبة، سنمرّ في هذا المقال على سؤال الهوية القومية تاريخيّا، ولتوضيح الفرض نذكر أنّه، غالبا، ما من فكرة تجمع حولها أناسا مخلصين لها، إلا وفيها بعض من حق، ووظيفة الباحث عن الحق استخراج ذهبه من صخور الباطل، الذي قلما يوجد صرفا.
في شرف السؤال
يسأل الصغير سؤالا، فيجيبه أبوه أو أمُّه، فيجد في الجواب شيئا آخر يسأل عنه، فيجيب الأهل مرة أخرى، حتى إذا ملُّوا من أسئلته المتكررة، وهم يملُّون سريعا، يهربون إلى منطقة أخرى، تتراوح بين الضرب، والشتيمة، والشكوى من كثرة الأسئلة، إلى إلصاق الجواب بإلهٍ ما، تضرب حوله هالةُ القداسة سورًا يمنع متابعة الأسئلة، أو في أحسن الأحوال المرصودة، يدَّعي الأهل أن هذا الأمر غير معروف في ذاته، ولا يقولون ببساطة: إنهم لا يعرفون الجواب بسبب جهلهم.
الردَّة الحقيقية
ما سرّ استشراء داء الصهينة في موجة الملحدين الجدد؟!
استسهل كثير من العرب لمدة طويلة من الزمن، لم تنته حتى اليوم، استخدام الدين، وتوظيف الله، في سبيل القفز عن الحديث العميق، لتقبيح القبيح وتحسين الحسن، وهكذا فهم اكتفوا ويكتفون بإظهار حرمة تصرف ما دينيّا، فيريحهم هذا من الغوص في سراديب البحث عن المصلحة الجماعية، وعن سبب غير ديني مقنع لتجريم جرم ما، أو لتوجيب واجب ما، مما أدى لضمور عضلة المنطق الدنيوي في رؤوسهم، وتغوّل المنطق الديني عليه.