متى يكون الخطاب الإنسانيّ هراءً؟

متى يكون الخطاب الإنسانيّ هراءً

كتب هذا المقال أثناء الحرب الروسيّة في أوكرانيا، ومع أنّها ليست موضوع الحديث إلّا أنّها كانت السبب في كتابة هذه السطور، موضوع الحديث واضح في العنوان، لكن بعض الأمثلة يأتي من جوّ هذه الحرب.

1
من طعام العرب في البادية قديما طبق بائد _إن صحّ أن نسمّيه طبقًا_ يسمّى الفصيد، وآخر يأكلونه انتجاعًا أيّام المحل يسمّى العلهز، وكان الأخير كريهًا أكثر من الأوّل، فالأوّل دم يستخرجه الراعي من الشياه أو الإبل ثمّ يشويه فيأكله، والثاني فصيد يجزّ معه الوبر فيشبعه به، ثمّ ينفشه ويشويه. نعم، كانت المجاعة تضطرّهم إلى مثل هذا الطعام.

ولتتذكّر أنّ العربيّ في صحرائه قد يكون وحيدًا، لا يجد ما يأكله سوى أن يذبح شاة بأكملها، فهل يذبحها وهو يعلم أنّه لن يأكلها كاملة وحده؟ وهذا مما دعا العرب أن يهشّوا ويبشّوا للضيف، فإنّ بعضهم لا يذوق اللحم إلّا في معيّة الضيف، وتذكّر هنا أن لا ثلّاجات في ذلك الزمان أو المكان، وكانوا يأنفون من اللحم الخَنِز، ومن فقهاء اللغة من عدّ اسم الخنزير مشتقًّا من خنز اللحم أي فساده.

جاء الإسلام فحرّم الدم والميتة ولحم الخنزير، فأجبر العرب على التجمّع أكثر فأكثر، وصار العربيّ لا يستطيع أن يعيش وحيدًا مع غنمه أو إبله، إلّا أن يضطرّ اضطرارًا فيستبيح الحرام برخصة.

الآن، لندع جانبًا الفصيد والعلهز، ولننظر في أعرابيّ يحضّر قرى ضيفانه، فيأخذ إحدى الشياه التي ربّما لها اسم، ثمّ يذكّيها ويسلخها، وهي التي قد يكون لها اسم عنده، لذلك يقول المسلم إذا ذبح: باسم الله والله أكبر. وكأنّه يقول: إنّما استبحت دمك بإذن من الله. ولا أظنّ أنّ العربيّ من هذا النوع كان يمكن أن يعاني من السمنة، لأنّه لن يسرف في أكل ما دامت هذه معادلته.

إنّ فعل ذبح الغنم، أو الماعز، أو عقر الناقة، أو الفرس، لهو فعل شنيع إن نظرت له نظرة المسترخي في بيته اليوم، لكنّك بعد عقلنة المسألة وعلم أنّ تلك متطلّبات الحياة والمصلحة، ستغدو أكثر تقبّلًا له، وإن كنت لم تقبله تمامًا.

فإن كان تدافع العقل والعاطفة يجعلنا نقصي العاطفة في مسألة كالذبح للإطعام أو الغذاء، أفلا يتدخّل في أمور أخرى، فيجعل الفعل الذي يبدو شنيعًا في أوّل وهلة فعلًا مقبولا، وأحيانا واجبًا، تخيّل رجلا يمتنع عن ذبح شاة وله ابن يموت جوعًا مثلًا. لقد عرض جيرمي بنتام حادثة لمجموعة من الأشخاص تاهوا في سفينة فاضطرّوا للحفاظ على أنفسهم أن يأكلوا أضعفهم.

كلّ ما أريده من هذه المقدّمة الطويلة هو أنّ المصلحة والحفاظ على الحياة والتفكير في الأمر قد يجعل أيّ منها المرفوض مقبولا أحيانًا، فحساب السرايا غير حساب القرايا.

لنقل: إنّك قائد روسيّ تقدّمت بلاده مرّتين إلى عضويّة حلف الناتو، فرفضت عضويّتها، مرّة باسم الاتّحاد السوفييتيّ الذي أنشئ الحلف بغرض عدائه، ومرّة باسم روسيا الاتّحاديّة التي نشأت بعد تفكك الاتحاد السوفييتيّ. وكان من تبريرات رفض عضويّتها أن قال أحد ممثّلي الدول الأعضاء: إنّنا نخاف أن يتحوّل الحلف إلى كيان كالأمم المتّحدة. أي إنّه يريد أن يبقى ثمّة عدوّ ليظلّ للحلف مبرّراته.

ولنقل: إنّ بلادك عقدت معاهدة تمنع تمدّد حلف الناتو نحوك، وتنازلت عن ألمانيا الشرقيّة لقاء هذه المعاهدة، ثمّ وجدت الحلف يتمدّد ليضمّ ثلاث دول محاذية (دول بحر البلطيق) في 2004، ثمّ بدأت محاولة ضمّ دولة هي جزء تاريخيّ من دولتك، يعيش فيها عدد من الأقاليم من قوميّتك ويتعرّض أهلها للاضطهاد، وتقصف دورهم، ويقتل أبناؤهم، في عنصريّة واضحة ضدّ قوميّتك.

الآن، أنت تعلم أنّ الحرب واقعة واقعة، ولا تشكّ في دمويّة خصمك المجرّب في دول أخرى في الشرق الأوسط وغيره، وتعلم أنّ دخول هذه الدولة (أوكرانيا) هو مقدّمة لغزوك أو تفكيك دولتك، وأنّ قرارات حلف الناتو ستقتل مستقبلا عددا كبيرا من أهل بلدك، وقد خسرت روسيا ما يقارب 30 مليون إنسان على يد الأوروبيين سابقًا، لا سيّما العنصريّين النازيين منهم، الذين ترى دعوتهم تتفشّى في أوكرانيا شيئا فشيئا، وتضطهد بعض بني جلدتك من مواطنيهم. فهل ستكون مساعيك للسلام والمحبّة ومساعدة تلك البلد سوى عنصريّة ضدّ ذاتك، يكون فيها دم بضعة آلاف من أهل تلك البلد اليوم، أهمّ من دم بضعة ملايين من أبناء بلدك غدًا!

ومع ذلك كلّه، قد يكون قرار الحرب قرارًا أرعنَ لا طائل منه، لكنّ الوصول إلى هذا الحكم أو سواه رهن بالمنطق والبرهان والدراسة ووضع السيناريوهات المختلفة، لا بالعاطفة، ودعاوى السلام، والمودّة، والحبّ.

2

خطاب إنسانيّ، ماذا يعني ذلك أصلًا؟

تستطيع البحث في تعريف الخطاب، ومن باب الاختصار فإنّنا نستطيع أن نطلق هذه التسمية على معالجة موضوع ما لغاية الإقناع العقلانيّ، وقد تكون هذه المعالجة مكتوبة أو ملفوظة، لكنها تمتاز بالاستفاضة في أطروحة أو عظة أو غير ذلك. هكذا نعرف الخطاب الدينيّ مثلا القائم على الثواب والعقاب، أو الخطاب الشيوعيّ القائم على المساواة بين البشر، ولكلّ خطاب نوافذه وأسسه، وموضوعه الذي يعالجه.

أمّا عن كون الخطاب إنسانيًّا، فأنت لن تستطيع أن تضع يدك على خطاب غير إنسانيّ، من جهة أنّ الممارس لفعل الخطاب هو الإنسان، إلّا أن تكون مصدّقًا بديانة فتقول إنّ خطاب ديانتك خطاب إلهيّ، وحتّى هذا فهو إنسانيّ من جهة أنّه محمول من البشر إلى البشر، لكنّ تمييز خطاب ما بكونه إنسانيًّا إنّما هو من باب نزع أيّ صفة أخرى عنه، أي إنّه يتّكئ على العاطفة الإنسانيّة البسيطة، دون تعقيدات الفلسفة، والأيدولوجيا، والمصالح، والجماعات.  

تقوم فكرة الخطاب الإنسانيّ على فكرة صحيحة وهي أنّنا بشر متساوون، ولكنّ هذه الفكرة صحيحة من جهة قيمتها، لا من جهة واقعها، فالبشر وإن كانوا متساوين في حساباتك، إلّا أنّهم غير متساوين في حسابات كثيرة، وقد لا يكونون متساوين في حساباتهم هم أنفسهم.

لا أدري كيف فوجئ العرب بخطاب العنصريّة الأوربيّ، على ألسنة القادة والمراسلين الإعلاميين والمتضامنين. ولا بدّ أنّ هذه المفاجأة بنيت على فكرة أنّ كثيرا من الجرائم ترتكب في لحظة طيش، أو تأتي من باب الاضطرار اللحظيّ الذي يعوق التفكير، ألا يتفاجأ الإنسان من المخطئ عندما يرفض الاعتذار، أو يصرّ على جريمته؟ تخيّل صوت قاتل يقول: لو عاد من قبره لقتلته مرّة أخرى! هذا يدعو إلى الدهشة حقًّا. من جهة أخرى، فليس محقًّا أن ترى أنّ الأوروبيّ ارتكب جرائمه في لحظة طيش، بل إنّ تقدّمه ورخاءه إنّما بنيا على تعاسة وشقاء شعوب أخرى، من تقطيع أيدي الأفارقة في الكونغو لأنّهم لم يجمعوا ما يكفي من المطّاط، إلى “متاجر العرق” التي تخيط الثياب من العلامات التجارية الفارهة، مرورًا عبر النهب والاحتلال والتحالف مع مشيخات وديكتاتوريّات في بلادنا.

تلازم شيوع الخطاب الإنسانيّ مع فكرة المواطنة العالمية، والعالم الموحّد، وزوال القوميّات، والهويّات الجمعيّة، وانظر “الهويّات القاتلة” و”اختلال العالم” لأمين معلوف مثلا. أنت تعرف أنّ هذا العالم ليس موحّدًا، ولن يكون في القريب، فهل ثمّة قيم إنسانيّة موحّدة يمكن الاتّكاء عليها للتأسيس لهذا الخطاب الإنسانيّ؟ نعم ثمّة قيم إنسانيّة موحّدة، وقد تناولتها في مقالة “الأصول الجينية للأديان”، لكنّ هذه القيم لا تكفي أن يقوم عليها خطاب إنسانيّ، وهي مشتركة بين الثدييات كلّها.

زوال القوميّات إنّما يبشّر به تحت عباءة الرأسمالية لا أكثر، أي إنّه ذوبان لكلّ قيمة مجتمعيّة لا تنتمي إلى الفكر الرأسماليّ. عليك أن تلاحظ هنا أنّ الرأسماليّة أسيرة قيم المجتمعات التي تطوّرت فيها، وهذه القيم في حدّ ذاتها تنتمي إلى سياق تطوّر تلك المجتمعات ما قبل الرأسماليّة وما بعدها. كلّ مجتمع كوّن قيمه بناء على تجربته وخبرته الجمعية العابرة للأجيال، تماما مثلما كوّن لغته. ولتطّلع أكثر أنصحك بكتاب “ما بعد الفضيلة” لماكنتاير.

إذًا، الخطاب الإنسانيّ هو الخطاب الذي يقنع به الغربيّ الأطلنطيّ غيره من الأمم بأن يذوبوا فيه، متّكأً على طبيعة إنسانيّة موجودة بالفعل، تدعو الإنسان للتعاطف مع أخيه الإنسان. بيد أنّ هذه الطبيعة مقتصرة على تعاملك مع الأفراد، فإذا وسّعت نطاق هذا التعاطف ليحلّ محلّ التفكير في المصالح والتدافع البشريّ الطبيعيّ ويغدو نافذتك للنظر إلى علاقة الأمم ببعضها، فأنت تشتري السذاجة وعداء النفس.

هل تذكر “معضلة العربة”؟ تلك المسألة التي تتخيّل فيها أنّك تستطيع أن تنقذ خمسة أشخاص بقتل شخص. ماذا لو كان الشخص الذي عليك قتله أخاك أو أمّك؟ ماذا لو كان الأشخاص الخمسة مجموعة من المغتصبين القتلة؟ إنّ كلّ توسّع في تفاصيل المعضلة يصعّب الإجابة عنها. يشتّتك الغربيّ عندما يقصف مجموعة من الطائرة أو يغزو بلدًا ثمّ يضع ذلك تحت فكرة حماية عدد كبير من الناس، أو يتّهم المجموعة بالإجرام، أو البلد بامتلاك أسلحة الدمار الشامل.

إنّ هذا الخطاب كما أسلفت في مقالة “لماذا علينا ألّا ننساق للخطاب الإنسانيّ؟” خطر علينا، يجعلنا نفضّل صاروخًا يقصفنا نحن على تفجير يقوّض مبنى عندهم، تحت حجّة أنّ صاروخهم أدقّ من تفجيرنا في اختيار قتلاه. وإذا عدنا إلى التفكير في معنى كلمة خطاب، فإنّ الخطاب الإنسانيّ إنّما هو ضدّ فكرة الخطاب، إنّه لا-خطاب بحدّ ذاته، إذ إنّه يفتقر للمعالجة المطوّلة العميقة، ويتجنّب العقلانيّة.

3

ثمّة شعور طبيعيّ في المسألة الأوكرانيّة، فنحن، لا سيّما الضعفاء منّا، نتعاطف مع الضعيف في مواجهة القويّ. قد يكون انتصار الأوكرانيّ على الروسيّ خبرًا يحمل أملًا كبيرا للمقهورين في الأرض، من باب أنّ بلدًا عاديّا استطاع أن يذلّ قوّة نوويّة، فهل سيكون مثل هذا التفاؤل عقلانيّا؟ أشكّ في ذلك.

لم؟ لأنّ الأوكرانيّين أعلنوا فتح باب الاستعانة بالمرتزقة أوّلًا. وثانيًا: لأنّ أوكرانيا تتلقّى المعونة من دول أوروبا بالسلاح والإعلام والدعم الدبلوماسيّ. وثالثًا: لأنّ القوّة التي تفرض عقوبات على روسيا وتزرع القلاقل في الداخل الروسيّ مجموعة قوى نوويّة هي الأكثر فتكا في البشر بعد البعوض الحامل للأمراض. هكذا، فإنّ التعاطف مع الحلقة الأضعف يعمل في كلا الاتّجاهين، فقد يسوقك للتعاطف مع الأوكرانيين، أو الروس.

فما الذي حصل لكثير من العرب؟ ولا أريد أن أقصر الأمر على الليبراليين منهم. تحت أيّ ذريعة أعلنوا تعاطفهم مع أوكرانيا؟ وبعيدًا عن التذرّع المليء بالقيم السامية، والشعور الإنسانيّ، الذي يمكن أن يحتال عليه العقل ليوظّفه في أيّ اتّجاه كان، ما الذي اعتمل في نفوسهم لينتجوا موقفا سريعًا؟ ما العمليّة وراء هذا؟

راقب مطلق الموقف المتضامن مع الأوكران، فإذا رأيت أنّه سخر من حملات التضامن ضدّ الكيان، أو قصر خطابه ضدّ الكيان على التضادّ مع عنصريّته، أو سخّف حملات المقاطعة، أو سخر من مقاطعة رياضيّين عرب للاعبين ممثّلين للكيان، أو امتنع عن نقد الحرب الظالمة على اليمن، أو تبنّى الموقف الأوروبيّ من مختلف القضايا الدوليّة، فهو لم يعتمل في نفسه شيء! إنّ مثل هذه الكائنات لا يكاد يكون لها أنفس من الأصل، إنّهم حجرات صدًى للإعلام الغربيّ.

إنّ ذوبان شخص عربيّ في القيم الرأسماليّة التي تحاول صهر العالم بحرارة المال والإعلام والسوق الحرّة وسطوة السلاح والمراقبة الحثيثة والقيود على العمل واللجوء، والحدّ من قدرته على الحركة، ومنعه من وسائل التواصل، ليس غريبا أن تصهر عربيًّا مائعًا من الأساس. فلا هو صلّب نفسه بدوغما دينية حمقاء، ولا صلّب الأرض التي يقف عليها بالفكر والأيدولوجيا والعلم.

لا أبرّئ هنا من قفزوا إلى تأييد روسيا دون دراسة أو تفكير، فالخطوة الروسيّة قد تكون انتحارًا قوميّا حقيقيًّا. وإنّ المرء ليستطيع أن يقف ضدّ هذه الحرب بحدّ ذاتها، ولو من باب الحرص على مصلحة الروس، لكنّه لا يستطيع أن يقف ضدّ “كلّ الحروب” كما يتفيهق الإنسانويّ الذليل، هذه لا تستقيم مع عقل. لا يمكن أن تخبرني بأنّك ضدّ كلّ الحروب وتحافظ على احترامي لك.

وقوفك ضدّ أيّ حرب جديدة إنّما هو ناتج عن الكسل الذهنيّ، والجبن المعرفيّ، والحياتيّ. فأنت ببساطة تستطيع أن تعلن هذا الموقف في كلّ وقت، وفي كلّ معركة، وأمام أيّ جمهور لكيلا تثير حفيظتهم. إنّ هذا الموقف لهو لا-موقف بحدّ ذاته. فأنت لا تتحمّل ثمنًا، ولا تفعل شيئا ذا بال، أنت فقط تتهرّب من صناعة موقف، وتتهرّب من دفع ثمنه.

فوق هذا، فإنّني لأجرؤ أن أصنّف مجمل مواقف الناس من هذه الحرب من الجهتين بين العرب على أنّها ليست مواقف أصلا، بشرط أن يكون مطلق هذا الموقف ممّن لم يعلنوا تضامنهم مع المظلومين في اليمن وسوريا وفلسطين والصومال. بالمناسبة: أثناء دخول الروس إلى أوكرانيا كانت الطائرات الأمريكية تقصف الصومال، والطائرات من الكيان تقصف سوريا، وطائرات البلد الملحقة بآرامكو تقصف اليمن. فهذه المواقف مجّانيّة في عمومها لا ثمن لها، ولا نتيجة منها، وغالبا لم يبذل فيها جهد. لكنّ الموقف القائل: أنا ضدّ كلّ الحروب هو الموقف الأكثر ذلّة واتّضاعًا وكسلًا، وهو يسكن قعر جهنّم السفالة.

أخيرا، جوابًا على السؤال في العنوان: متى يكون الخطاب الإنسانيّ هراءً؟ فإذا ابتعدنا عن التعاطف الفرديّ مع شخص نعرفه، مثلا أن يعزّ علينا وضع إنسان نعلم أنّه مسيء رغم كلّ أفكارنا حول أنّه يستحقّ ما حلّ به، وإذا كنّا نتحدّث عن الموقف السياسيّ المبنيّ على هذا الخطاب، فالإجابة هي: دائما. نعم، هو دائما هراء. تاركين فكرة أنّه لم يكن ليتكوّن في نفس صاحبه أو يُعلنه إلّا مع قدر كبير من العنصريّة الغربيّة المركّبة في نفس عربيّ. أي جلد الذات وعداء النفس، ولا تعجب، أليس الجاهل عدوّ نفسه؟