بيداغوجيا أوراق اللعب!

قابلت قلّة فقط من الناس لا تتقن لعب الورق، بأنواع لعباته المختلفة (طرنيب، تريكس، بالوت، باصرة، بوكر… إلخ) فمن يجهل لعبة، فهو يتقن أخرى، أو ثمة كثيرون حوله يتقنونها. لكنّ أكثر من أعرفهم لا يعرفون كيف يحدث التعلّم، وهو سؤال مبحث البيداغوجيا، هنا سأحاول بصورة مختصرة جدّا توضيح بيدغوجيا أوراق اللعب.

من لم يتعلّم لعب الورق، فهذه فرصة ذهبية أمامه، لكي يذهب ويجرب كيف يحدث التعلم في أوراق اللعب، ويتأكّد كيف يمكن سحب هذا على سائر ما يودّ تعلّمه. نعم ورق اللعب يختلف عن الهندسة مثلا، لكن الدماغ الذي يلعب الشدّة\الكوتشينة هو ذاته الدماغ الذي يتعلّم المهن المختلفة.

خطوات التعلّم في أوراق اللعب:

1- المراقبة والملاحظة.

يجلس الشخص لمجموعة تلعب الورق، ويستثيره حماسهم للنصر والهزيمة، ويبدأ بمراقبة الخطوات العامة، وبيئة اللعبة.

هذا ما يحدث في الألعاب الرياضية، وما يحدث في المهن المختلفة أيضا.

2- توضيح مختصر للقواعد.

يوضح معلم ما القواعد الأساسية للاعب الجديد، قبل أن يستلم الأوراق ويلعب.

أين يحدث هذا أيضا؟

3- لعب تجريبي.

يدخل اللاعب المستجدّ في مباراة ودّية، يقوم خلالها زملاؤه بتوضيح ما يجب عليه فعله في الظروف المختلفة.

بالمناسبة المذيعون المستجدون يقدّمون نشرات الأخبار تحت الهواء مدّة من الزمن.

4- لعب حقيقي، مع مراعاة أن اللاعب مستجدّ.

يبدأ اللاعب بدخول لعبات متتالية، قد يتخللها توجيه من شريكه أو خصمه، وقد يتخللها توبيخ أيضا، فهو يبدأ بتحمل مسؤولية اللعبة.

5- النقاش الذي يتلو كل مباراة من المباريات.

هذا النقاش يوثق ما حدث في اللعبة ويشير إلى الأخطاء والإجادات التي لا تظهر فورا، ويعلّم اللعبة بصورة ترسخ في ذهن اللاعب.

6- الممارسة المستمرة.

يداوم اللاعب على اللعب بصورة لا تنقطع قبل أن يتقن اللعبة حقا.

7- تعليم الآخرين.

يعلّم هذا اللاعب المتمرّس غيره، ويراقب أخطاءهم ويوجّههم.

أنت لا تتعلّم عدّ الورق والعمليات المعقّدة واحدة واحدة، بل تتعلّم اللعبة بصورة عامّة، ثم تتقن الجزئيات بالممارسة. ومثل هذا يحدث في سائر عمليّات التعلّم، أنت لا تتعلم الأجزاء حتى تتقنها، بل تتعلم اللعبة بتعقيداتها معا.

أليس في أوراق اللعب مثال جيد على البيداغوجيا!