سرد ما حصل مع زغلول النجار في النقابات

لمدّة أسبوعين تصاعدت الأصوات في الإعلام المجتمعي، لاسيما فيسبوك، ضدّ استضافة زغلول النجار في نقابة المهندسين الأردنيين، وكان من ضمن هذه الاعتراضات مقال يتوقع ما سيقوله النجار في محاضرته “البرق والرعد في القرآن الكريم”، والمقال كان بعنوان “الإعجاز الزغلولي”.

(ما تحته خط، هو رابط يمكنك الضغط عليه)
بعد كل التلاعب والتردد الذي ظهر على المنظمين للمحاضرة بالتغييرات التي قاموا فيها، والذي تسرده مقالة أخرى اسمها “نقابة المشعوذين”، مع العلم أن المقالة تقدّم نقدا عاما لزغلول النجار وتبيّن دجله بصورة عامة، كانت النتيجة أن الذين سجلوا حضورهم على الفعاليات المناهضة لمحاضرة زغلول النجار، كان عددهم أكبر بما لا يقارن مع عدد الذين سجلوا حضورهم على فعالية النقابة، والفعاليتان هما “لا مكان للدجالين في نقابة المهندسين” و”حداد على عقل المهندس الأردني”.

حضرنا للفعالية، التي كان آخر إحداثياتها ما أعلنته النقابة عن كون الدعوة عامة، وكان حضورنا مبكرا، ورأينا كيف بدأ صغار جماعة الإخوان بوضع طاولة، يطالبون عليها الحضور بتسجيل أسمائهم وأرقامهم الهندسية، وكأن الدعوة مخصصة للمهندسين، ولكن في كل الأحوال كان الحضور، فيما عدا المنظمين، مقتصرا تقريبا على المعارضين لوجود زغلول، ثم توافد موظفوا النقابة بعد نهاية دوامهم.

تأخرت بداية المحاضرة، رغم حضور زغلول النجار مبكرا، مدّة ثلث ساعة، وكان الإخوان يستنجدون بأنصارهم لحشد جمهور إخواني داخل الفعالية، وعندما بدأت مطمط المقدّم المهندس عليان المقدّمة، لدرجة أنه ألقى محاضرة صغيرة، تباري محاضرة زغلول النجار المقتضبة أيضا.

المحاضرة تمّت دون أي مقاطعة، تبيّن أن شباب الإخوان قد أوصلوا له المقالة التي تردّ عليه ردّا استباقيا الإعجاز الزغلولي، ولكنّه ورغم كل الاحتراز لم يستطع تجاوز توقعات المقال، بل وإن المقال كان أغنى بكثير من المحاضرة، وهي مسجلة والمقال الاستباقي موجود ليقارن العاقلون بينهما.

رابط المقال: هنا. 

رابط شريط المحاضرة: هنا

لاحظ المنظمون أن زغلول لم يتجاوز الردّ الذي كتب مسبقا، واتضح لهم بما لا يدع مجالا للشك أنه في موقف محرج، فقاموا بتقديم وقت العرض التقديمي، الذي يمثل الشق الثاني من المحاضرة، قبل فقرة الأسئلة، وكان عرضا فقيرا علميا للغاية، بل ويحتوي على مغالطات علمية كادت أن تلهينا عن الفظائع التي جاء بها زغلول، ثم وبعد قرابة النصف ساعة، وهو الوقت الذي يتجاوز محاضرة زغلول التي لم تستمر لأكثر من ثلث ساعة، بدأ المحاضر للشق الثاني م. الداود بقراءة تقرير يمكن الحصول عليه من الانترنت في مطالٍ واضح منتظرا أن ينجز المنظمون مهمتهم الصعبة.

المهمة الصعبة التي كانت تواجه المنظمين هي أنهم وبعد الطلب من الجمهور كتابة الأسئلة كتابةً، بعكس العادة، وبعكس ما أعلنوه لنا كجمهور، وإثر رفض عدد كبير من الحاضرين لهذا الالتفاف، مطالبين بالسماح بتوجيه الأسئلة وجها لوجه، بعد هذا كله، لم يجدوا أسئلة بين الأسئلة المكتوبة يمكن طرحها على زغلول دون إحراجه، وكانوا قد انتبهوا لهذا وأخبروا زغلول فبدأ بكتابة أسئلة يوجهها هو لنفسه، والكاميرا توثق أمرين: محاولة فرز أسئلة الحضور، وكتابة زغلول الأسئلة لنفسه.

رابط جزء من المحاضرة التي أقيمت للمماطلة: هنا. وقد مرت المحاضرة الثانية بسلام أيضا، ولم تبدأ الاعتراضات حتى بداية فقرة الأسئلة.

وبعد كل هذا أيضا، شرع أحد المنظمين بقراءة الأسئلة الموجهة للمحاضر الثاني، هنا تعالت الأصوات مطالبة بوقف الألاعيب، ومواجهة الجمهور المكوّن من مهندسين ومثقفين ونشطاء أردنيين، يسوؤهم وجود دجل زغلول النجار في صرح أردني مهني، كنقابة المهندسين.

بدأ الجمهور بتقديم الاعتراضات على عزل الأسئلة الواضح، وانسحب جزء كبير منهم اعتراضا، دون أي تخريب، لأنهم لن ينتظروا أكثر إذا كانوا لن يسألوا. وانطلق بعضهم بتوجيه الأسئلة لزغلول مباشرة، فكانت ردود زغلول وقحة للغاية، إذ قال لأحد الحضور: “يا حقير”، وكانت ردود فعل الإخوان أوقح إذ قفزوا فورا لتكفير الحاضرين، والتهجم الجسدي على كثير منهم. وسبب كونهم فقدوا صوابهم هو أنهم فوجئوا بأن العدد ليس في صالحهم، وكان هذا هو المانع الوحيد من الاعتداء الجسدي على الحضور.

مع ذلك فقد هاجمت الإخوانية م. صفاء حامد مهندسة أخرى اسمها م. لمى أبو عتيلة كانت تريد نفي تهمة “أنها ليست مهندسة” التي تحجج بها الإخوان، فقامت بعرض هويتها على رئيس اللجنة الكهربائية م. عليان، بعد انفضاض الفعالية، لتفاجأ بصفاء حامد وهي تتهجم عليها جسديا وتلقي بهويتها على الأرض بعد اختطافها.

طريقة إلغاء فقرة الأسئلة كانت مضحكة للغاية، فهم فوجئوا أن جلّ الحضور هم من رافضي الدجل باسم الدين، والأسئلة لم تكن في صالحهم أبدا، ورغم كل ألاعيبهم لم يجدوا بدّا من الهرب، بصورة واضحة وصريحة من مجموعة من الشباب المستنير، الذين لا تقنعهم الدراسات المكذوبة وليّ عنق الآيات الكريمة لتوافق دجل زغلول وأتباعه.

كان من اللافت أنه بجانب قلة الأدب الإخوانية، وجبنهم المعرفي، وفقر مادّتهم، وعدم قدرتهم على التراجع عن الخطأ الواضح لكل مهندس، وحتى لهم شخصيا، أن مهندسين إخوانيين كانوا يقبلون يد زغلول، مما ذكرنا بسلوك الإخوان مع القرضاوي.

عاش المهندس الأردني معافى من الخرافات، وعاشت الأردن بعيدة عن الإرهاب والتكفير الذي تمارسه جماعة الإخوان، ونتمنى أن تكون هذه آخر مرة يظهر فيها زغلول النجار في فعالية تفاعلية، فإن كان في المغرب قد أحرج من الأسئلة، فإنه في الأردن قدّم محتوى فقيرا*، وهرب فعليا هو ومستضيفوه من الأسئلة، بجبن معرفيّ واضح.

* بعض الشرائح التي قدمها زغلول كانت مسروقة من منتديات خرجت من الخدمة، ولم يعد لها وجود، والشرائح مدموغة باسمها مثل lovelysmile.com!.