فياغرا الكتابة والقذف المبكّر

نشر موقع حبر مقالا للكاتب والصديق للكثير من أصدقائي جابر جابر، بعنوان: (الحور العين لسنَ الإجابة لكل شيء)، يقول في آخره: “ليست هذه محاولة للدفاع عمّن غادروا بلدانهم للقتال في سوريا، ولكنها محاولة للدفاع عن تركيبيّة الظواهر، بدلًا من التعامل معها بسطحية مخلّة، لا تقودنا إلّا لمزيد من قتل الفقراء للفقراء، ولمزيد من «التنويريّين»، ومن الشقر القادمين لدراسة هذه الكائنات الشرقية قبيل انقراضها.” وإن كان قد لاحظ أن مقاله قد يلتبس بهذا المعنى فجعل ينفي التهمة عنه، فأنا هنا لأبين تلبسّه لهذا المعنى، أو بعضه على الأقل، ووقوعه في الاستسهال الذي ادَّعى التصدّيَ له.

ذكرني مقاله هذا بحادثة استشهدت بها من قبل وشرحت معناها باستفاضة في مقال سابق اسمه (ضد الوعظ)، وهي حادثة سرقة مصحف الحسن البصري المذهَّب، الذي التفت إليه ليكمل درسه بعد بكائه وبكاء طلابه، إذ كان استفاض في أحاديث الرقائق، حول آية الأمانة، فلما استذكر الحاضرون ضياع الأمانة انطلقوا في البكاء، ولما شرع بالعودة للدرس وبحث عن المصحف لم يجده، فقال قولته التي ذهبت مثلا: كلكم يبكي الأمانة فمن سرق المصحف!

والعلاقة بين مقاله وبين قصة الحسن البصري ومصحفه، تتجلّى في غفلة الحسن البصري عن أن الحديث عن ضياع الأمانة لا يعيدها، بل يعزز موقف السراق وقاطعي الطريق، فهم استجابوا للمتغيرات وبحثوا عن خطة بقاء، إذ صدَّقوا كلامه فوجدوا أنفسهم يصادقون عليه بتصرفاتهم، والكلام هنا عمّا يفرضه علينا تصديق مقال جابر جابر المشار إليه.

قبل أن أبدأ بالتفصيل بقدر فيما أتحفظ عليه داخل المقال، لابد وأن أشير لعدة أمور، وأحاول توضيحها قدر الإمكان:

  • ليس في نيتي أن أجعل الحور العين جوابا لكل شيء فأنا أتفق مع جابر في أنهن لا يصلحن جوابا لأسئلتنا عن ظاهرة الإرهاب الإسلاموي المسماة “الجهادية العالمية”.
  • أقرُّ لجابر بحذاقته في الصياغة وعبقرية عناوينه، ودرجة جيدة من النضج، وهذا ما يجعلني أوجه له نقدا، وإلا فالهراء الذي نقرأه كثير ولا يستثيرنا كل ما نقرأ للرد عليه.
  • أكثر تحفظاتي على المقال هي تحفظات على ما يمر خلاله مضمَّنا في لغته وأسلوبه، وليس فيما يصرّح به، إلا قليلا.
  • ليس دافعي في الرد على جابر أنني أراه ضمن معسكر المنتصرين لما يسمى “ثورة سورية”، فقد كتب من قبل حول الحرب في سوريا، وكتب غيره، وكتب خصومهم، وهذا مجال للجدل وتراشق الشتائم والأحذية، ولكنه ليس مجالنا هنا أبدا، ولن أتعرض لما له صلة بذلك خارج المقال، وأتمنى أن يبقى الأمر على ما قررته.
  • مقصدي، الذي قد أصيبه أو أخطئه، هو نقد المقال من جهات عدة: أسلوبه، فحواه، سياقه، مؤدَّاه. وهذا النقد لن يكون بنودا مصنفة تحت عناوينها، بل من خلال سرد متداخل للمقال وللتحفظات عليه.
  • وجّهت نقدا بالاتجاه ذاته بلغة لطيفة لجابر من قبل، حول عناوين عميقة يفتحها ثم لا يعالجها بالعمق المطلوب، فرمى العلّة على الطول المستحبّ للمقالات.

عنوان المقال كما يظهر في رابطه، عند مشاركته على مواقع التواصل، هو: الحور العين لسن الإجابة لكل شيئ | ما الذي يدفع بعض المثقفين للتعامل مع الظاهرة الجهادية باختزالها إلى انفجار لنزعة جنسية مكبوتة؟ بقلم: جابر جابر. فإن كنت تتساءل مثل هذا التساؤل، وضغطت على الرابط فهل ستجد إجابة لهذا التساؤل؟ في الحقيقة لا، المقال لا يقدم إجابة بحثية، ولا يجاوز الانطباعية الشخصية للكاتب. وقد رأينا الكاتب يقدم رؤى “أعمق” بكثير من قبل حين تناول أناشيد الدواعش مثلا، وإن لم تكن بالعمق المطلوب أو حتى المتوقع.

في الحقيقة كان عليَّ أن أناقش السؤال نفسه، قبل مناقشة كفاءة الإجابة في المقال، فهل هو سؤال حقا؟ من هم “بعض المثقفين” هؤلاء الذين يختزلون الظاهرة الجهادية بالكبت الجنسي؟ أحسب نفسي متابعا جيدا لكل من يكتب في نقد الخطاب الديني الشعبوي السائد، ولم أرَ أحدا من هؤلاء “المثقفين”! فلولا أرشدنا الكاتب إلى أي المثقفين يقصد! وخفف عنا عناء عصر ذاكرتنا في البحث عن هؤلاء المثقفين بين تلافيف أدمغتنا، لا سيما أننا يلتبس علينا الأمر خلال المقال فنظنه يشير لما يسمى بـ”التنويريين”، فهل يذكر أحدكم أحد الكتاب الذين يتسمون بالتنويريين وهو يختزل الظاهرة “الجهادية” بالكبت الجنسي أو انفجاره؟ أنا لا أذكر.

ولنلاحظ أن جابر جابر يضع لنا كلمة “التنويرين” بين مزدوجين، أي أنه لا يوافق على أن هذا الوصف مطابق لما يطلق عليه، كما يضع مزدوجات حول “الشهداء”، و”إسرائيل”، وحتى حول “الأمة”، وأحيانا حول “الجهاد”، بينما لا يضعها حول “الجهادية العالمية” ولا “الإسلاميين”، وهذا أمر مربك للقارئ فما الذي يعترف به جابر جابر وما الذي لا يعترف به؟ هل الأمة العربية أو أهل ملة الإسلام المعبّر عنهم بكلمة “الأمة” بين المزدوجين، لا يستحقون الاعتراف كما لا تستحقه “إسرائيل”! وهل المحيسني داعية بالفعل ليضعه بدون مزدوجين؟ أي أنه معترف به عند جابر، بينما الجيش العربي السوري بات قوات النظام بدون مزدوجين أيضا.

نظام المزدوجات عند جابر ملغز ولا أفهمه، إلا أن يكون كما أتوقع، ناتجا من ميل سياسي بدرجة ما لجانب الإرهابيين في سوريا، أي ضد الدولة، مضافا إلى إتقان منقوص في مهارة استخدام المزدوجات، فإن كنت مخطئا كما أتمنى فآمل أن أعرف الخلطة السحرية فيما يخص المزدوجات عنده، وأتمنى ألا أكون حزرت من خلال مزدوجاته موقفه المستقبلي _ لا قدر الله_ من إرهاب إسلامويّ هنا في الأردن ضد دولة، التحفظات على نهجها أكبر من التحفظات على نهج الدولة في سوريا.

نعود للتنويريين بغض النظر عن المزدوجات حولهم واعتراف جابر بوجودهم، فهل وقف جابر بالفعل على حججهم في المقال، فكما يقول دانيال دينيت، والرواية هنا من الذاكرة وعلى المعنى: يتوجب عليك أن تجتهد في إعادة صياغة موقف خصمك، حتى يشكرك متمنيا أنه هو من صاغ هذا الكلام، وأن تركّز على نقاط التوافق، لاسيما إن كان الاختلاف بينكما كبيرا، بل ويستحسن أن تذكر ما تعلمته من خصمك وتشير له بوضوح، فهل اجتهد جابر جابر في تبيين موقف من يتهمهم بالسطحية والاختزال المضر؟ أم أنه استسهل استسهالا أكبر من الاستسهال الذي يزعمه عند خصومه الافتراضيين؟

الذي ارتكبه جابر جابر له اسم محدد في عالم المنطق، وهو مغالطة رجل القش: اصنع تمثالا من القش للفارس الذي تصارعه، ثم أحرق التمثال وهكذا ستكون حققت نصرا، ولكنه نصر متوهم، ليس فيه من الحقيقة شيء، فأنت تنتصر على التمثال الذي صنعته، والحجة الركيكة التي ادعيتها، ولا تنتصر على خصمك. ومغالطة رجل القش لم تقتصر عند جابر على تلفيق حجة مهاجمي الخطاب الديني الشعبوي فقط، بل وتعدّته إلى ما يخص شريط المحيسني الذي يسميه “داعية”.

فالمحيسني لم يكن يتناول معاناة حلب، ومرَّ عَرَضًا على ذكر الحور العين، كما أوحى لنا جابر، بل كان كلامه في الأصل عن الحور العين، تحريضا على “غزوة” حلب، وتعرض في السياق نفسه لفتيات حلب، اللائي “يحاصرهن” “الروافض”، يقصد جيش البلد الذي ولدن فيه، وعانيْن فيه هموم الحياة اليومية، التي لم تعد ممكنة بعد اندفاع هؤلاء، فليس الخوف من التعبير، كالخوف من التفجير، إلا أن تكذب على نفسك أو قرّائك، فتجعل حياة السوريين اليوم في ظل المناطق التي لا يسيطر عليها الجيش السوري، أجمل من حياتهم في 2005 مثلا، تحت “الدولة القمعية”!

ثم يا جابر ألا تسأل نفسك ما العلاقة بين الحور العين وفتيات حلب “المحاصرات”؟ هي علاقة وطيدة لو بصرت بها، أليس خطاب “الداعية” الفاضل، الغاضب لانتهاك شرف “السنة”، حسب ما يصور نفسه، خطابا متعلقا بالذكورة في الحالين؟ فهنا وعدٌ بنساء كثر يغنمهن “المجاهد” في معركته، وهناك حسرة على نساء كثر يخاف “المجاهد” أن يخسرهن! أقترح أن تقلب الأمر وستجد أنك تسرعت.

ثم وبعد أن يبني رجلَ القشّ الذي يمثل حجة “التنويريين” عنده، المقتصرة على انتصاب “المجاهدين”، يقفز بنا إلى أنها يمكن أن تكون مقتصرة على شيء آخر تماما، وهو إقامة دولة “الخلافة”، ويشرح علاقة خطط مكافحة التطرف بهذه العوامل، وهي الخطة التي، فيما أعلم، يعترض عليها الكتّاب الذين يطلق عليهم اسم “تنويريين”، ويجعل الخطة من إنتاجهم، ويسميهم مثقفي الساسة، وهذه العلاقة هي نسبة التطرف لتراث أهل الحديث من ابن حنبل، وابن تيمية، ولا ينسى أن يشير إلى الضجة حول دور تحفيظ القرآن، التي جاءت بسبب انتقاد بعض “التنويريين” لنية خطة مكافحة التطرف بزيادة عددها.

أعتذر لكم بصدق عن الخلط العظيم والتركيبة الصعبة الواردين في الفقرة السابقة، لكنني أحاول الإحاطة بخليط عجيب قدّمه لنا جابر، في قفزات بهلوانية، لا علاقة بين مكوناتها وجملها، سوى أدوات الوصل وحروف الجر، وغيرها من الألاعيب اللغوية، والتي تنمّ عن تضخّم الجزء المسئول عن النطق في الدماغ، على حساب الجزء المسئول عن المنطق، وهو من أمراض الإسلاميين البارزة.

ويدّعي جابر أن كلام “التنويريين” يتجاهل الفقر السائد في الأماكن التي جاء منها الجهاديون، مع أنّ هذا كثير في كلامهم، وهو غير صائب بالضرورة، لاسيما وأمثلة تزاوج رأس المال والإرهاب أكثر من أن تحصى، وابن لادن أو الظواهري، أو جون، أو غيرهم، لم يأتوا من حارتي البسيطة ولا حارة جابر، فنحن هنا أمام زعم خاطئ مركّب: إنهم لا يقولون هذا، وإنه حقيقي. وهم في الحقيقة يقولونه، وهو غير دقيق بالضرورة.

ويبدأ جابر بحشد أشياء يرى لها صلة في توليد الإرهابيين، متهما “التنويريين” كلّهم بأنهم لا يلتفتون لها في تفسيرهم لظاهرة الإرهاب، فيذكر احتلال العراق وتفتيته، متناسيا أن احتلاله قام على دعاوى مشابهة لدعاوى تفتيت سوريا، من نشر الحرية والديمقراطية، وأن المتصدين للإرهابيين من جهة الفكر، لا يكفّون عن ذكر البرنامج الأمريكي في المنطقة وصلته بالإرهاب، والتحالف الضمني بينه وبين الصهاينة، ويضعنا في حذاء الشاب الجاهل الغيور الذي يرى الجندي الصهيوني وهو يعيث فسادا في فلسطين، ليبرّر لنا انتقاله للقتال في سوريا! فأي منطق معطوب هذا!

للعلم فقط، هو لا يقول أيا مما شرحتُ بصورة مباشرة، وإنما بجمل متفرقة وفقرات قصيرة منعدمة الصلة ببعضها، يزيّنها بلفظة نابية هنا أو هناك، وهو أسلوب محبب للكتابة الساخرة، أو العدمية، لكنه لا يعالج ظاهرة، ولا يردّ على كلام من يحاولون معالجتها!

وليكون الأمر واضحا، نعم أنا أعترض على أن يقوم المروجون للتطبيع والمطبعون بغسل أنفسهم بالخطاب المضاد للتطرف، ولا تنطلي عليّ مثل هذه الألاعيب، التي أكاد أن أسمي المتورطين بها بالاسم، لولا أنني أعرف أنهم معروفون لدى من يهمّني أن يعرفوهم، وقد كتبت ضدّ شخوصهم الوضيعة غير مرة، ولكنهم شرذمة قليلون، في تيار يزداد يوما بعد يوم، وأهم عوامل نموّه هي الصورة التي يحبّ الإسلامويون تصديرها عن أنفسهم، فيحرجون المتضامنين معهم من أصحاب المرافعة الليبرالية الفردانية، حتى لا يجدوا ما يقولون، فنرى مثل هذه المقالة.

أعود لأطرف ما في المقال، وهو الحديث عن تفسير “التنويريين” للتطرف بالكبت الجنسي وحده، وأستغرب من جابر ألا يفهم المنشورات القصيرة الساخرة من قصة الحور العين والنكاح والسبايا وسواها في إطار فن الكاريكاتور، الذي يركّز على أبشع ما في الخصم، في القفشات السريعة، التي يقدّمها الشعب لا الكتّاب لاسيّما من يتصف بكونه “تنويريّا” منهم.

ثم وفوق هذا كله، يصرّ جابر في غير موضع على ربط وجهة نظر “التنويريين” بالأطلنطيين، معرّضا بالعرق، في مداعبة بائسة للشعور القوماوي البدائي الذي هو أساس الطرح الإسلاموي الإرهابي، فيربط بين العرق الذي جاء منه كثير من الصهاينة، بالعرق الذي جاء منه المستشرقون، وهو ربط يمكن التغاضي عن سطحيته لأنه قائم في الحقيقة، لكن لا يمكن التغاضي عن إلصاقه بالمعترضين على طرح أهل الحديث الحنابلة والتيميين والوهابيين بصورة عامة، فما يفعله جابر هنا بإلصاق هذا بذاك، غاية في الخلط، وبعيد كل البعد عن أي معرفة في التاريخ العربي وإن لم تكن عميقة.

الخيط الذي ينتظم هذه السبحة المتفاوتة في حجم خَرَزاتها وحَرَزها، هو خيط ينمّ عن براعة خيّاط عند الكاتب، وهو ينتظم كلّ حديثه المتفاوت بكونه ضدّ الاستسهال، وهذه غاية شريفة لو كانت حقيقية، وحتى أتجنّب تخرّص النوايا، دعني أقول: لو كانت متحققة. إذ هي غير متحققة على الإطلاق، لاسيّما أن المقال في حدّ ذاته مغرق في الاستسهال، اتكأ فيه الكاتب على قدرات كلامية، دون بحث ولا تحقيق، وتنقّل بين هذا وذاك برشاقة لفظية لا يسندها الترهّل المنطقي الحاضر على طولها.

قد يكسب هذا النوع من الكتابة تأييد الكثير من السطحيين، لاسيّما الجمهور المعتاد على الاطلاع على حجج خصومهم عند شيوخهم، أقصد الإسلاميين بالتأكيد، وقد يمرّ على من ينفر من التطرّف ويتغنّى بمعالجة عميقة غائبة، يظنّ السطحيون أنها لو حدثت لانتهى التطرف من فوره، وظنّهم هذا لا يغني من المثابرة والنقد شيئا، ولا من تقديم الرؤى العميقة في شتى الحقول المعرفية، والبحث عن نقاط التلاقي حول كل التحدّيات التي تواجهها الأمة العربية التي يضعها جابر بين مزدوجين، والبحث عن طرح جامع يوحّد الأمة المشتتة بين تحديّات الميتافيزيقيا والواقع، فأمتنا يطالبها واقعها بإجابات عن أسئلة الماضي والحاضر والمستقبل دفعة واحدة.

قد يكسب هذا الطرح من يكسب، ولكنه يُفقد الكاتب صدقه مع نفسه، ويحوّله لأداة لتفريخ المقالات سريعة التحضير، فالحذق في اختيار العناوين، والرشاقة اللفظية، والبهلوانية المنطقية لا يكفون لتناول موضوع بثقل “تركيبية الظواهر” التي يدّعي جابر في آخر المقال أنه كان يتصدى لها! ويفترض حكما من المعترض على الاستسهال ألا يستسهل.

لكن المحيّر بالنسبة لي هي هذه الجرأة التي تحدو بجابر أن يتهوّر كل هذا التهوّر بنشره مقالا غير ناضج كهذا، هل هو بسبب الجلد الذاتي الذي يمارسه “مثقفونا” ليل نهار، فقد يكون تسرّب لوعيه أن المثقفين الحقيقيين غير موجودين من الأصل، أو ربما قرّ في وعيه أن استخدام المصطلحات التي تروق لتطرف مجتمعنا وتقديمه عرضا ظريفا يكفل له التصفيق! أو لعلّه تسرع في قذف خلجاته على الورق، بسبب تحمس مفرط لإنجاز مقال ما، أي مقال كان، يحقق شهوة الكتابة للكاتب، ولا يحقق شهوة القارئ أبدا، وكأنه عجز جاء على صورة قذف مبكّر.

وربما كان الأمر مجرّد بوح شخصيّ حول ما يشدّه لتبني معجم المتطرفين، والاصطفاف ضدّ “التنويريين” المزعومين، ولو بطريقة الهجوم من اليسار المعروفة في عالم السياسة والفكر.

أخيرا: يا جابر عد لما أنت موهوب فيه حقيقة، ودع عنك أي شيء حدا بك أن تكتب مثل هذه المقالة، اجلس وفكّر في أسباب وظروف هذه المقالة واقطع عهدا على نفسك أن تبتعد عنها، فالكتاب العظماء كانوا بعيدين عن هذه الأمور.

هامش

رابط المقال المذكور: http://7iber.com/politics-economics/jihadi-hoor-ein/#.V6OFbnJuk6v

أرسل هذا المقال إلى موقع حبر لغاية نشره بعد تحريره كما يرون بما يتناسب وسياسة الموقع.